الرسالة التسويقية وأثرها في جذب المزيد من العملاء
في عالم صاخب يبحث فيه الجميع عن النجاح و التميز نرى العديد من المشروعات التجارية ذات رأس المال المتساوي، بنفس الحجم والإمكانيات، ولكن نرى إحدى هذه المشروعات استطاعت النجاح والمنافسة في السوق وخلق مكانة له، والآخر لم يستطع تحقيق النجاح والاستمرار، فما السر وراء ذلك؟
السر هو التسويق والاستراتيجية التسويقية التي يتبعها أحد هذين المشروعين، فالمشروع الناجح هو الذي يستطيع التسويق لمنتجه بطريقة صحيحة، واستخدم رسالة تسويقية ساعدته على جذب العملاء له، والآخر فشل في ذلك.
فلم تعد مشكلة اليوم تصنيع منتج أو خدمة معينة، بل كيفية القيام بتسويقها، فالتسويق فن قبل أن يكون علم، ويعتبر سلاح ذو حدين، فإذا تم استخدامه بطريقة صحيحة وسليمة، فإنه يساعد المشروع على الانطلاق في السوق وخلق مكانة له، وعلى العكس قد يهدم المشروع بشكل تام، مثل القيام بعمل رسالة كاذبة تقوم على خداع العملاء، وبعد اكتشاف الحقيقة من قبلهم تكون النتيجة انهيار المشروع، أو الاعتماد على رسائل تسويقية لا تظهر الميزة (المزايا) التنافسية.
لذلك تعالوا بنا نتعرف على رمانة ميزان عملية التسويق وهو الرسالة التسويقية، وكيفية كتابتها ، ولكن دعنا نتطرق في البداية إلى أهمية التسويق.
أهمية التسويق
حتى ذلك اليوم مازال هناك الكثير من الأشخاص بما فيهم أصحاب المشاريع التجارية يعتقدون أن التسويق ما هو الإ عملية القيام بعمل إعلان في جريدة ما أو تلفزيون أو أي وسيلة أخرى، يخص إحدى المنتجات أو الخدمات، وهو وسيلة فقط لزيادة المبيعات.
ولكن الحقيقة غير ذلك تمامًا، فالتسويق عملية في غاية الصعوبة والتعقيد، لا يُدركها ويفهمها بشكل تام سوى المُثابرون والناجحون، فهو فن بكل ما تحمل الكلمة من معنى، يحتاج إلى أسلوب وطريقة خاصة للتعامل معه، ويحتاج إلى ذكاء وحنكة وتعاون تام من قبل كافة أفراد الشركة، وذلك بداية من أصغر موظف بها، وصولًا للقيادات والإدارة العليا.
و يعيدا عن التعريفات الأكاديمية لعملية التسويق فإنه ببساطة هو فن صناعة القيمة، قيمة المنتج أو الخدمة ليطلبها الناس أو يتمنون طلبها، و يكون ذلك بالتأكد من تطابق مواصفاتها لاحتياجات السوق أو العميل، مرورا بإشهار العلامة التجارية وصولا لعملاء متوقعين يسألون عن الخدمة ليتواصل معهم فريق البيع لتحويل أكبر قدر منهم لعملاء فعليين، و بعد ذلك يأتي دور خدمة العملاء و الإعلان التذكيري لخلق ولاء العميل و تحويله لسفير للشركة (عميل ولّاد).
وتكمن أهمية التسويق في تطوير المنتج أو الخدمة مع زيادة الوعي بهم و تقوية العلاقة مع العملاء و زيادة المبيعات و زيادة القدرة على المنافسة مع المحافظة على الحصة السوقية للشركة.
ما هي الرسالة التسويقية، أمثلة عليها
قبل الحديث عن الرسالة التسويقية لابد من تعريف الميزة التنافسية (Selling or value proposition) و هي ما تتصور أنه أكثر ما يميز خدمتك أو منتجك.
الرسالة التسويقية هى عبارة عن تعريف موجز وبسيط لما تقدمه من قيمة مضافة لجمهورك (الميزة التنافسية) من سلعة أو خدمة، ولكنها بمثابة العصا السحرية التي تتحكم في نجاح مشروعك التجاري من عدمه، فتلك الرسالة إن أظهرت ميزتك التنافسية –التي تم اختيارها بدقة و بعد دراسة عملاءك و احتياجاتهم – بقوة ووضوح ستجذب لك المزيد والمزيد من العملاء، والتي تؤثر بنسبة كبيرة جداا على قرار شرائهم للسلعة من عدمهُ.
لذلك فتلك الرسالة لابد أن يتم صياغتها بطريقة صحيحة، ويتم مراعاة كافة العناصر المكونة لها؛ حتى تكون رسالة فعالة ويتم تحقيق الهدف المنشود منها، فكلما كانت الرسالة التسويقية واضحة وجذابة، كلما كانت الحملة أكثر فاعلية ونجاح، و احذر من خلق رسائل تسويقية متضاربة أو مزدحمة بمزايا تنافسية عديدة أو مزايا تنافسية وهمية، بمعنى أنها لا تمثل أهمية كبيرة لعميلك.
تعالوا بنا نتّعرف معًا على العناصر الرئيسية للرسالة التسويقية، والتي تُمكنك من صُنع محتوى تسويقي جذاب وفعال.
- العنوان الرئيس
العنوان هو المفتاح الأساسي الذي يتحكم في القارئ، فقد يشده العنوان ويجذبهُ لقراءة الإعلان كاملا حتى النهاية، وقد يجعلهُ ينفر ويتجاوز الإعلان سريعًا، وعليكَ أن تُدرك جيدًا أن المستهلك اليوم أصبح ذو عقلية غريبة، فهو سريع الملل وينظر لكل شيء كأنه مُكرر ملايين المرات أمامه قبل ذلك؛ نظرًا لما يراه كل يوم من كثرة إعلانات المنتجات المنافسة، فلم يعد ينبهر بأي شيء كما كان الحال فيما قبل، لذلك فالتميز هو الحل الوحيد لشدهُ وجذبهُ لتكملة الإعلان حتى النهاية.
فاحرص على اختيار عنوان جذاب وواضح، ويكون قصير وغامض في نفس الوقت حتى يحمل العميل المُستهدف إلى قراءة الإعلان الفرعي الموجود أسفل ذلك العنوان.
مثل: ” ترقبوا انطلاق ………….” أو “هل ترغب في الحصول على وظيفة مميزة في ……. ” أو ” لراغبي التميز فقط دون غيرهم “
- العنوان الفرعي
هذا العنوان يأتي بعد العنوان الرئيس بشكل مُباشر، ويراعى بهِ نفس الاعتبارات السابقة الذكر، وتكون مهمتهُ إثارة فضول المُستهلك بدرجة أكبر وزيادة لهفتهُ لمعرفة باقي تفاصيل الإعلان.
- محتوى الإعلان
يأتي دور نواة الرسالة التسويقية وهو المحتوى الذي تَعرض بهِ مُنتجك أو خدمتك، فلابد أن يكون محتوى بسيط سهل الاستيعاب، يركز على الميزة أو المزايا التنافسية لمنتجك أو خدمتك، واحرص على إظهارها في نقاط واضحة وبارزة و دون تشويش، وعليك بقدر الإمكان لمس الاحتياج لدى المستهلك داخل الإعلان ثم تحقيق الإشباع لهُ من خلال مزايا مُنتجك.
مثل “فعلا يعتبر التسويق الإلكتروني المصدر الثاني عالميا للعملاء المتوقعين لماذا؟؟؟ ” أو ” ما هي المزايا التي ستحصل عليها باشتراكك في كارت تخفيضات سفير ؟؟
- الصور
وفقا لإحصائيات فيس بوك و تويتر فإن أكثر ما يجذب عُملاء اليوم هي الصور، فلابد أن تحمل رسالتك التسويقية صورة بارزة وواضحة عالية الجودة للمنتج (إن كان منتجك بصري)، أوتصميمات فنية تسويقية تظهر رسالتك التسويقية بوضوح، وتحمل بعض الكلمات التي تُساعد القارئ على الفهم، ويفضل في تلك الحالة الاستعانة بخبراء التصوير، حيثُ يوفرون لكَ صورة ذات جودة عالية تعمل على جذب ولفت انتباه القارئ، فكم من مرة قُمت أنت بنفسك بالرجوع إلى إعلان ما اثناء تصفحك المواقع الإجتماعية بعد أن جذب نظركَ الصورة التي يحملها الإعلان!؟، فالصورة دائمًا ما تُحفر في الذاكرة أسرع كثيرًا من الكلمات.
- معلومات عن الشركة
لابد أن يحتوي الإعلان على اسم الشركة، ورقم الهاتف الخاص بها، وكذلك البريد الإلكتروني، و نماذج استمارات الكترونية للتواصل مع العملاء الراغبين في تواصلك معهم، كما يكون لديه كافة المعلومات التي يتحقق من خلالها من مدى مصداقية الشركة.
- السعر
في بعض الأحيان يكون من المفيد عدم ذكر سعرك لجذب العملاء أو لعدم معرفة المنافسين اسعارك بسهولة، و في بعض الأحيان عليك أن تتجنب الغموض وعدم وضع السعر على الإعلان و عليك أن تضع سعر المنتج في مكان واضح وبارز حتى يتمكن القارئ من رؤيتهُ، وإذا كان السعر مرتفع حاول أن تبين في الإعلان سبب ذلك، أي المميزات الزائدة في المنتج والتي جعلت السعر يرتفع قليلًا عن المنتجات الأخرى، و عليك أن تحدد أي الخيارين السابقين أنسب لمنتجك أو خدمتك.
ولعل من أبرز الرسائل التسويقية التي أصبحت راسخة في عقولنا جميعًا رسالة شركة فودافون ” القوة بين ايديك”، رسالة شركة Nike ” لنجلب الإلهام والإبداع لكل رياضي في العالم” و رسالة موبينيل ” المحمول في يد الجميع” و تعتبر الميزة التنافسية من قبيل فريق التسويق المسؤول عن تسويق الشبكة الرابعة للمحمول WE من أنجح المزايا التنافسية من وجهة نظري إذ تعتمد على جزء عاطفي و هي تستهدف شعب تغلب عليه صفة العاطفية، بأن هذه الشبكة من شركة مصرية أصيلة ليس لها اصول اجنبية فهي منك.
نصائح عامة حول التسويق
- اتبع دائمًا الاستراتيجيات والتقنيات الحديثة في التسويق، وتجنب الطرق التقليدية والقديمة.
- حاول الاستفادة من تجارب الآخرين وأخطائهم وتجنبها تمامًا، حتى تختصر الطريق على نفسك.
- خلق روح التعاون والمحبة بين كافة أفراد المشروع، هو ما يساعد على تحقيق مزيد من النجاح.
وفي الختام تذكر دائمًا أن دور المؤسسة يتركز في شيئين أساسيين هما التسويق والابتكار.